بجد موضوع مهم قوي متحرموش نفسكم من حسناته

تلمي يا اماني يارب

يقول تعالى: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأََزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ *} [إبراهيم: 7] ، في مطلع الآية «وإذ تأذن ربكم»، أي أن قاعدة: (زيادة النعمة تكون بالشكر، والعذاب الشديد يكون على الكفر)، هي حقيقة إيمانية كبرى، وهي وعد صادق من الله عز وجل لعباده، به تطمئن إليه القلوب وتأنس به النفوس.

فالشكر على النعمة دليل استقامة في النفس البشرية، وعندما يشكر الإنسان ربه على نعمه، فإنه يراقب ربه في تصرفه في هذه النعم، فلا يبطر ولا يتباهى ولا يحسد، وبذلك تزكو نفسه، ويضع نعمة الله عليه في مكانها ويعمل على تنميتها، فيكون ذلك له عوناً ورضاً وزيادة في التقرب إلى الله، وزيادة في نعم الله عليه. فتتوسع دائرة المُنْعَمِ عليه لتشمل مَن حوله، فيصبح متقلباً بين النعمة والشكر، حتى يكون أمره كله خير بين نعمة وشكر، مدركاً أنه مهما تفكر وشكر فإن نعم الله عليه أكبر وأكبر.

وتنضم قوة التعبير في هذه الآية الكريمة إلى معنى الآية وكلماتها لتجعل منها معادلة واضحة لا تقبل التأويل أو الاحتمالات في التفسير، فالشكر الصحيح على النعمة يقابله زيادة في النعمة، وكفران النعمة بأي شكل من أشكاله يقابله العذاب الشديد. فهي معادلة ثابتة لا تقبل التغيير أو التبديل أو الشروط الظرفية أو الزمانية أو المكانية.

والأمر الآخر الذي تجب الإشارة إليه في هذه الآية الكريمة هو أنها جاءت في صيغة الجمع، أي أن الخطاب موجه إلى عموم المسلمين، فرادى وجماعات. والإسلام دين الجماعة، ونعم الله عز وجل في معظمها تخص الجماعة، لذلك وجب الشكر على كل فرد فيها، كما وجب عليهم مجتمعين. وشكر الجماعة يحمل في طياته بعداً حضارياً بالغ الأهمية. وكما يصلي الناس صلاة الاستسقاء جماعة، فإن صلاة الشكر في جماعة تجمع القلوب على حمد الله حمداً يليق بمقامه، وتنبه الغافلين عن عظيم نعمائه وتلفتهم إلى واسع آلائه وملكوته. وكلما كان شكر الجماعة والأمة صحيحاً في منطلقاته ومندرجاته وأركانه وقواعده، زاد الله الأمة قوة إلى قوتها، وبأساً إلى بأسها، وعصمة إلى اعتصامها ووحدتها، وعلماً إلى علمها، وحضارة إلى حضارتها، وسمواً إلى سموها لتسود باقي الأمم.

يقول تعالى في سورة لقمان: { وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ ? وَمَن يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ ? وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ } [لقمان: 12] ، ولقمان أوتي من الحكمة نصيباً موفوراً، وقد خصص القرآن الكريم سورة خاصة باسمه لإبراز وصيته لابنه، ومقدمة الوصية وبدايتها الشكر لله مع التوضيح المباشر بأن الشكر لله، هو حقيقةً شكر للنفس، فالله هو الغني ونحن الفقراء إليه، هو الذي يجود بكرمه وبفضله وبإحسانه على الناس أجمعين، لا حاجة له في ذلك إليهم، ولا يغنيه شكرهم، ولا يزيد ذلك في ملكه شيئاً. وشكر الناس لله العلي العظيم، مردود بالنفع لهم وبالخير المتواصل عليهم.

ورد في صحيح مسلم أن رسول الله (ص) قال: قال الله تعالى: «يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنّكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم، ما زاد ذلك في ملكي شيئاً. يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد منكم، ما نقص ذلك من ملكي شيئاً. يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني، فأعطيت كل إنسان مسألته، ما نقص ما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أُدخل البحر. يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم، ثم أوفيكم إياها؛ فمن وجد خيراً فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه»(430).

ونقيض الشكر على النعمة، الكفر والجحود بها، ويكون ذلك إما بعدم تقديرها وإقرارها أو الإيمان بأنها نعمة، أو عدم نسبتها إلى المنعم أو بإساءة استخدامها، وكل ذلك من الكفر بنعمة الله، ومقدمة لزوالها أو زوال آثارها والتنعم بها، فتنقلب نقمة على صاحبها، فيشقى بها في الدنيا أو في الآخرة، {وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ} [إبراهيم: 7] .

فالشكر على نعمة الإيمان بالدعوة الصادقة إلى الله؛ يزيد في توادّ المؤمنين وتراحمهم وقوتهم ليكونوا كالبنيان المرصوص، وكالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعت له سائر الأعضاء بالسهر والحمى.

والشكر على نعمة الصحة يكون بالمحافظة عليها؛ فتزداد نعمته بالحياة ويزداد تنعمه بها.
والشكر على نعمة الأمن يكون بالسهر عليه؛ ليزداد الأمن والأمان والتواصل السليم بين الناس.
والشكر على نعمة الوقت يكون بالاستفادة القصوى منه؛ ليزداد عطاء الإنسان ونتاجه في المجتمع.
والشكر على صلاح الزوجة والأولاد يكون بمزيد من الترابط الأسري؛ ليزداد صلاحهم صلاحاً وتقواهم تقى.
والشكر على نعمة العلم يكون بالمزيد من نشره؛ فيزكو بالإنفاق، ويزداد العالم علماً.
والشكر على نعمة المال يكون بحسن إنفاقه؛ فيزكو عند الله، كما يزكو عند الناس وعند صاحبه.
والشكر على نعمة الحكم يكون بحسن الإدارة؛ فتنمو الشركة أو المدرسة أو المجتمع، ويزداد السلطان ويتوسع.
هذا غيض من فيض زيادة النعمة بالشكر، ولله خزائن السماوات والأرض.

فالشكر الصحيح مقرون دائماً بالزيادة، يقول العلماء: «من لا يرى خير أحواله في زيادة فهو مقصر في الشكر».
والشكر الحقيقي يكون باللسان أولاً، اعترافاً وثناءً وحمداً لله المنعم، وفي القلب، شهوداً ومحبة وإقراراً هادفاً لله المنعم، لا لبس فيه ولا رياء، ولا حسد ولا كِبرْ، وبالجوارح، انقياداً وطاعة والتزاماً بالأوامر وابتعاداً عن النواهي، وعدم استسلام أو انشغال بالنعمة عن المنعم وعطاءً من ذات النعمة كما شرع وأراد.

يقول ابن القيم: «الشكر مبني على خمس قواعد: خضوع الشاكر للمشكور، وحبه له، واعترافه بنعمته، وثناؤه عليه بها، وعدم استعمالها في ما يكره»(431).

ويقول أيضاً: «والشكر متضمن لجميع مقامات الإيمان، ولذلك كان أرفعها وأعلاها. وهو فوق الرضا، ويتضمن: الصبر والتوكل والإنابة والحب والإخبات والخشوع والرجاء، ولا يكون العبد مستحقاً اسم «الشاكر» بغير استجماع هذه العناصر»(1).

وقد أثنى الله تعالى على إبراهيم عليه السلام في سورة النحل حيث يقول: { إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً .. * شَاكِرًا لِّأَنْعُمِهِ } [النحل: 120 ـ 121] ، وعلى نوح بقوله: {إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا} [الإسراء: 3] ، أما خاتم الأنبياء محمد عليه الصلاة والسلام فقد كان يقوم الليل حتى تتفطر قدماه، وكان يجيب على تساؤل من حوله عن سر قيامه الطويل، وقد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، فيقول: «أفلا أكون عبداً شكوراً»(432).
و على أي حال ففي الآية بشارة لنا إن شكرنا أن الله سيزيدنا من نعمه، إن شكرنا المال سيزيدنا الله منه، أو شكرنا نعمة العلم أو العقل أو الذكاء أو الإستقرار و الأمن أو الجمال، أو معرفة الناس الطيبين من أمثالكم، بشارة سيزيدك الله من هذه النعم لشكرك...الحمد لله الكريم
الرد و التقييم يا اميرات

تسلمي يا سالي ;)

ربنا يجعلنا دائما من الشاكرين الله كثيرا والشاكرات

(زيادة النعمة تكون بالشكر، والعذاب الشديد يكون على الكفر)، هي حقيقة
إيمانية كبرى، وهي وعد صادق من الله عز وجل لعباده، به تطمئن إليه القلوب
وتأنس به النفوس


.

فعلا يا أماني دي حقيقة ناس كتير بتتناساها