بحـث
نتائج البحث
بحث متقدم
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 154 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 154 زائر

لا أحد


اذهب الى الأسفل
avatar
كليوباترا
ملكه المنتدى
رقم عضويتك : 1
عدد المساهمات : 84033
الاوسمه :
العمل/الترفيه : طبيبه اسنان

جزاء الجاحدين لنعم الله  Empty جزاء الجاحدين لنعم الله

09.02.11 19:30
جزاء الجاحدين لنعم الله
يقول الحق سبحانه وتعالى في سورة النحل: “وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون، ولقد جاءهم رسول منهم فكذبوه فأخذهم العذاب وهم ظالمون” النحل (الآيتان: 112-113).

للمفسرين اتجاهان في تفسير قوله تعالى: “وضرب الله مثلا قرية”.. فمنهم من يرى أن هذه القرية غير معينة، وإنما هي مثل لكل قوم قابلوا نعم الله بالجحود والكفران.. وإلى هذا المعنى اتجه صاحب تفسير(الكشاف) حيث قال: قوله تعالى “وضرب الله مثلا قرية” أي جعل القرية التي هذه حالها مثلا لكل قوم أنعم الله عليهم فأبطرتهم النعمة فكفروا وتولوا، فأنزل الله بهم نقمته.

ومن المفسرين من يرى أن المقصود بهذه القرية مكة، وعلى هذا الاتجاه سار الإمام ابن كثير حيث قال: هذا مثل أريد به أهل مكة، فإنها كانت آمنة مطمئنة مستقرة، يتخطف الناس من حولها، ومن دخلها كان آمنا، فجحدت آلاء الله عليها، وأعظمها بعثة محمد صلى الله عليه وسلم فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون.

أمهات النعم

يقول الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر: يبدو لنا أن الاتجاه الأول هو اقرب إلى الصواب لتنكير لفظ قرية، ولشموله الاتجاه الثاني، لأنه يتناول كل قرية بدلت نعمة الله كفرا، ويدخل في ذلك كفار مكة دخولا أوليا فيكون المعنى: وجعل الله قرية موصوفة بهذه الصفات مثلا لكل قوم أنعم الله عليهم بهذه النعم، فلم يشكروا الله تعالى عليها، فأخذهم أخذ عزيز مقتدر.

وقوله: “كانت آمنة مطمئنة” أي كانت تعيش في أمان لا يشوبه خوف، وفي سكون واطمئنان لا يخالطهما فزع أو انزعاج..

وقوله: “يأتيها رزقها رغدا من كل مكان” بيان لسعة عيشها.. أي يأتيها ما يحتاج إليه أهلها واسعا لينا سهلا من كل مكان من الأمكنة.

فالآية الكريمة قد تضمنت أمهات النعم: الأمان والاطمئنان ورغد العيش.

وقوله تعالى “فكفرت بأنعم الله” بيان لموقفها الجحودي من نعم الله تعالى.. أي: فكان موقف أهل هذه القرية أنهم جحدوا هذه النعم ولم يقابلوها بالشكر وإنما قابلوها بالإشراك بالله تعالى.

وقوله تعالى: “فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون” بيان للعقوبة الأليمة التي حلت بأهلها بسبب كفرهم وبطرهم.. أي فأذاق الله سبحانه أهلها لباس الجوع والخوف بسبب ما كانوا يصنعونه من الكفر والجحود والعتو عن أمر الله ورسله وذلك بأن اظهر أثرهما فيهم بصورة واضحة تجعل الناظر إليهم لا يخفى عليه ما هم فيه من فقر مدقع وفزع شديد.

ففي الجملة الكريمة تصوير بديع لما أصابهم من جوع وخوف، حتى لكان ما هم فيه من هزال وسوء حال يبدو كاللباس الذي يلبسه الإنسان ويجعلهم يذوقون هذا اللباس ذوقا يحسون أثره إحساسا عميقا.

عاقبة الجاحدين

ثم بين سبحانه وتعالى رذيلة أخرى من رذائل أهل هذه القرية الكافرة بأنعم الله فقال: “ولقد جاءهم رسول منهم فكذبوه”.

أي: ولقد جاء أهل هذه القرية رسول يعرفونه كما يعرفون أبناءهم، فأمرهم بطاعة الله وشكره، ولكنهم كذبوه وأعرضوا عنه.

والتعبير بقوله “جاءهم” يدل على أن هذا الرسول وصلى إليهم وبلغهم رسالة ربه دون أن يكلفهم الذهاب إليه، أو البحث عنه.. والتعبير بالفاء في قوله “فكذبوه” يشعر -كما يقول الدكتور طنطاوي بأنهم لم يتمهلوا ولم يتدبروا دعوة هذا الرسول، وإنما قابلوها بالتكذيب السريع من دون روية، مما يدل على غباوتهم وانطماس بصيرتهم.

وقوله تعالى “فأخذهم العذاب وهم ظالمون” بيان للعاقبة السيئة التي حاقت بهم.. أي فكانت نتيجة تكذيبهم السريع لنبيهم أن أخذهم العذاب العاجل الذي استأصل شأفتهم والحال أنهم هم الظالمون لأنفسهم، لأن هذا العذاب ما نزل بهم إلا بعد أن كفروا بأنعم الله وكذبوا رسوله.

ورغم عموم وشمول هاتين الآيتين الكريمتين لكل من يجحد نعم الله تعالى.. فإن الذي يتأملهما يراهما ينطبقان تمام الانطباق على كفار مكة.
( وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون ( 112 ) ولقد جاءهم رسول منهم فكذبوه فأخذهم العذاب وهم ظالمون ( 113 ) )

هذا مثل أريد به أهل مكة ، فإنها كانت آمنة مطمئنة مستقرة يتخطف الناس من حولها ، ومن دخلها آمن لا يخاف ، كما قال تعالى : ( وقالوا إن نتبع الهدى معك نتخطف من أرضنا أولم نمكن لهم حرما آمنا يجبى إليه ثمرات كل شيء رزقا من لدنا ) [ القصص : 57 ] [ ص: 608 ] وهكذا قال هاهنا : ( يأتيها رزقها رغدا ) أي : هنيئا سهلا ( من كل مكان فكفرت بأنعم الله ) أي : جحدت آلاء الله عليها ، وأعظم ذلك بعثة محمد - صلى الله عليه وسلم - إليهم ، كما قال تعالى : ( ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار جهنم يصلونها وبئس القرار ) [ إبراهيم : 28 ، 29 ] . ولهذا بدلهم الله بحاليهم الأولين خلافهما ، فقال : ( فأذاقها الله لباس الجوع والخوف ) أي : ألبسها وأذاقها الجوع بعد أن كان يجبى إليهم ثمرات كل شيء ، ويأتيها رزقها رغدا من كل مكان ، وذلك لما استعصوا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبوا إلا خلافه ، فدعا عليهم بسبع كسبع يوسف ، فأصابتهم سنة أذهبت كل شيء لهم ، فأكلوا العلهز - وهو : وبر البعير ، يجعل بدمه إذا نحروه .

وقوله : ( والخوف ) وذلك بأنهم بدلوا بأمنهم خوفا من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه ، حين هاجروا إلى المدينة ، من سطوة سراياه وجيوشه ، وجعلوا كل ما لهم في سفال ودمار ، حتى فتحها الله عليهم وذلك بسبب صنيعهم وبغيهم وتكذيبهم الرسول الذي بعثه الله فيهم منهم ، وامتن به عليهم في قوله : ( لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم ) [ آل عمران : 164 ] وقال تعالى : ( فاتقوا الله يا أولي الألباب الذين آمنوا قد أنزل الله إليكم ذكرا رسولا [ يتلو عليكم آيات الله مبينات ليخرج الذين آمنوا وعملوا الصالحات من الظلمات إلى النور ] ) [ الطلاق : 10 ، 11 ] الآية . وقوله : ( كما أرسلنا فيكم رسولا منكم يتلو عليكم آياتنا ويزكيكم ويعلمكم الكتاب والحكمة ) إلى قوله : ( ولا تكفرون ) [ البقرة : 151 ، 152 ] .

وكما أنه انعكس على الكافرين حالهم فخافوا بعد الأمن ، وجاعوا بعد الرغد ، بدل الله المؤمنين من بعد خوفهم أمنا ، ورزقهم بعد العيلة ، وجعلهم أمراء الناس وحكامهم ، وسادتهم وقادتهم وأئمتهم .

وهذا الذي قلناه - من أن هذا المثل مضروب لمكة - قاله العوفي ، عن ابن عباس . وإليه ذهب مجاهد ، وقتادة ، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم . وحكاه مالك عن الزهري رحمهم الله .

وقال ابن جرير : حدثني ابن عبد الرحيم البرقي ، حدثنا ابن أبي مريم ، حدثنا نافع بن زيد ، حدثنا عبد الرحمن بن شريح ، أن عبد الكريم بن الحارث الحضرمي حدثه أنه سمع مشرح بن هاعان يقول : سمعت سليم بن عتر يقول : صدرنا من الحج مع حفصة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - وعثمان - رضي [ ص: 609 ] الله عنه - محصور ب المدينة ، فكانت تسأل عنه : ما فعل ؟ حتى رأت راكبين ، فأرسلت إليهما تسألهما ، فقالا قتل . فقالت حفصة : والذي نفسي بيده إنها القرية التي قال الله : ( وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله ) قال أبو شريح : وأخبرني عبيد الله بن المغيرة ، عمن حدثه : أنه كان يقول : إنها المدينة .
avatar
ام يوسف
اميره ماسيه
رقم عضويتك : 50
عدد المساهمات : 10284
الاوسمه :

جزاء الجاحدين لنعم الله  Empty رد: جزاء الجاحدين لنعم الله

09.02.11 20:19
جزاك الله خيرا
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى