- بريهان علاءاميره جديده
- عدد المساهمات : 58
الاوسمه :
أيهم والثعبان
14.05.16 12:44
كان الفتى أيهم ينظر الى بعض الأولاد ، وأحدهم يمسك بقطة من رقبتها ليخنقها ، المسكينة تصيح وتستغيث. وكان
الطفل يحكم قبضته حول رقبة القطة ، ويزيد من ضغطه عليها وأحيانا يحملها من ذيلها ويجعلها تتأرجح بين يديه ،
والقطة تستنجد ، وكان هذا الطفل يقهقه بأعلى صوته مسرورا بما يفعله . وكان أيهم هادئا لا يريد أن يفعل شيئا
مضرا بزملائه.فكان اسلوب تعامله معهم أدبيا ، لأنه يرى أن المشاجرة لا تجدى نفعا ، وتقدم أيهم الى الطفل..وطلب
منه أن يكف عن أذى الحيوان ، وأفهمه أن لهذه القطة فوائد في المنزل ، وفي أي مكان وجدت فيه..فهي عدوة
للفئران والحشرات الضارة ، فهي تقضي عليهم ولا تجعل لهم أثرا ، وأن من الواجب أن يترك الانسان الحيوانات
وشأنها.لأنها أليفة ، وبالتالي لاتضر..ثم قال له:ماذا تستفيد من تعذيبها بهذا الشكل؟ وهي عاجزة عن المقاومة،
وبحاجة الى رعاية ،
وكانت القطة المسكينة تنظر الى أيهم لعله يخلصها من اليد القابضة عليها ، وهنا رق الطفل وشكر أيهم على نصيحته
الجيدة ، وأعترف بأن هذا فعلا حيوان لا يضر ، وقال لأيهم : إنه لا يدري أن عمله هذا ردئ ، حيث أنه لم يسمع من
أحد في البيت أو من أصدقائه ما سمعه من أيهم ، وعاد أيهم الى منزله ،وذات يوم ، قبل أن يأوي الى النوم..تذكر
أنه يريد أن يشرب من الثلاجة الموجودة بالمطبخ ، فاتجه اليها ، وبعد أن شرب رأى نورا خافتا من جهة الباب
الخارجي للمنزل ، فتذكر أن والده سيتأخر وأن عليه أن يغلق الباب ، وتقدم أيهم ليغلق الباب وفجأة !!لاحظ شيئا ما
أمام عينه يا الله..إنه ثعبان..وكان طويلا..فصرخ أيهم فزعا.واخذ أيهم يستغيث
ويحاول أن يجد له مخرجا من هذا المأزق ، ولكن الطريق أمامه مسدودة ، فهو لايدري ماذا يفعل..واضطربت
أنفاسه، وكاد يغمى عليه..وبينما هو في فزعه!!نظر حوله فإذا بالقط يمسك بذلك الثعبان بين أنيابه ، وقد قضى عليه
، وقد عرف أيهم أن هذا هو القط الذي أنقذه ذات يوم من ذلك الطفل ، وقد أمتلأ جسمه ، وأصبح في صحة جيدة ،
ونظر القط الى أيهم ..وكأنه يقول له:وانني أرد لك الجميل يا أيهم :وعاد أيهم بعد أن أغلق الباب الى غرفته
يفكر..كيف أن فعل الخير يدخر لصاحبه..حتى يوّفى له..فتعلم درسا طيبا..وقرر أن تكون حياته سلسلة من الاعمال
الخيرية.
قصص اطفال البلبل الصغير
في يومٍ ما فُوجئ البُلبُلْ الصغيرُ أنّه قد فَقَد صوتَه فَجأةً ودونَ أن يَعرِفَ ما الذي حَدَث ، فهَرَبَ منه صوتُه وضاع
عادَ البلبلُ الصغيرُ حزيناً مَهموماً يائساً وأخذ يَبحثُ عن صوتِه الذي ضاع
فأخَذ يَبحثُ في البيوت ، والمياه ، والأعشاش ، لكنّه ما وَجَده ، فعادَ مُنكسِراً
مُتَحطِّماً لا يَهتمُّ بخُضرَةِ الأشجار ، ولا جَمالِ السنابِل ، ولا بالأزهار
وكان حُزنُه يَشتدُّ إذا سَمِع زَقزَقَةَ العصافير وأغاريدَ الطيور المَرِحة
فيما مضى كان البُلبُلُ الصغيرُ صَديقاً صَميمياً لجدولِ الماءِ الذي
يَمُرّ بالحقل أمّا الآن فإنّ البلبلَ لا يُلامِسُ مياهَ الجدول
ولا يَتحدّثُ معهوتَمُرّ الفَراشاتُ الجميلة الزاهيةُ الألوان فلا يُلاطِفُها كما كانَ يَفعلُ مِن قَبل ولا يَلعبُ
معها ولقد عادَ البلبلُ الصغيرُ حزيناً مُتعَباً ، يَبحثُ عن صوتهِ الدافئ
دونَ أن يَعثُر عليهِ في أيِّ مكان
وعن طريقِ الإشارات سألَ الكثيرينَ من أصدقائه فلم يَهتَدِ أحدٌ منهم إلى شيء
وظل هكذا حتى عادَ إلى الحقل فانطرَحَ في ظِلِّ شجرةِ التُّوتِ الكبيرة
أخَذَ البلبلُ الحزينُ يَتذكّرُ أيّامَهُ الماضية ، حينَ كانَ صوتُهُ يَنطلِقُ بتَغريدٍ جميل حُلو ، تأنَسُ له الطيورُ
والمياه والزَوارقُ الورَقيةُ السائرةُ على الماء والأعشابُ الراضيةُ المنبسطة وتَفرَحُ
له الثِمارُ المُعلّقةُ في الأغصان أما الآن فقد ضاعَ منه فَجأةً كلُّ شيء
رَفَع البلبلُ الصغيرُ رأسَهُ إلى السماءِ الوسيعةِ الزرقاء ، وأخَذَ يتَطَلّعُ إلى فَوق بتضرُّعٍ وحُزن : يا إلهي
كيفَ يُمكنُ أن يَحدُثَ هذا بكلِّ هذهِ السُهولة ؟! ساعِدْني
يا إلهي ، فمَن لي غَيرُك يُعيدُ لي صَوتيَ الضائع
حينَ كانَ البلبلُ الصغيرُ يَنظُرُ إلى السماء ، أبصَرَ - في نُقطة
بَعيدة - حَمامةً صَغيرةً تَحمِلُ فوقَ ظهرِها
حَمامةً جَريحة وقد بَدَت الحمامةُ الصغيرةُ مُتعَبة ومُنهَكة ، وهي تَنوءُ
بهذا الحمل ، لكنّ الحمامةَ الصغيرةَ كانت مع ذلك شُجاعةً وصابرة
انتَبَه البلبلُ الحزينُ إلى هذا المنظر ، فأخذَ يُتابِعُه ، وقلبُه يَدُقُّ خوفاً على
الحمامةِ الصغيرةِ من السُقوط ، مع أنّها كانت تَطيرُ بشَجاعةٍ وإرادةٍ قويّة
وعندما وَصَلَت الحمامةُ الصغيرة إلى نُقطةٍ قريبةٍ من شجرة التُوت
بَدأت الحمامةُ الجريحةُ تَميلُ عنها بالتدريج ، فأخَذَ قلبُ البُلبل يَدُقّ ويَدُقّ
لقد امتلأ قلبُهُ بالرِقَّةِ والخوفِ على هذهِ الحمامةِ الضعيفةِ التي تكادُ تَسقُطُ من الأعالي على الأرض
ولمّا كادَت الحمامةُ الجريحةُ أن تَهوي كانَ البلبلُ الصغيرُ قد رَكّزَ كلَّ ما في
داخِله مِن عواطفِ الرحمةِ والمَحبّةِ وهو يُتابِعُ المنظر
فلم يَتمالَكِ البلبلُ الصغيرُ نفسَهُ فإذا هو يَصيحُ بقوّة : انتَبِهي انتَبِهي أيّتها الحمامةُ
الصغيرة الحمامةُ الجريحةُ تكادُ تَسقُطُ عن ظهرِك
سَمِعَتِ الحمامةُ صِياحَ البلبل فانتَبَهت وأخَذَت تُعَدِّلُ مِن جَناحَيها ، حتّى استعادَتِ الحمامةُ الجريحةُ
وضَعَها السابق فشكرَتْه مِن قلبها ومضَت تَطيرُ وهي تُحَيِّيهِ بمِنقارِها
توقّفَ البلبل وبَدأ يُفكِّر لم يُصدِّقْ في البداية لم يُصدِّقْ أنّ صوتَهُ قد عادَ إلَيه لكنّه تأكّدَ مِن ذلك لمّا حاوَلَ
مرةً ثانية فانطلَقَ فَرِحاً يُغرِّدُ فوقَ الشجرة رافعاً رأسَهُ إلى السماءِ الزَرقاء
وقد كانَ تَغريدُه هذهِ المرّة أُنشودَة شُكرٍ لله على هذهِ النِعمةِ الكبيرة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى