- ام يوسفاميره ماسيه
- رقم عضويتك : 50
عدد المساهمات : 10284
الاوسمه :
&& رمــــــ*العالم*ــــال &&
09.11.12 18:56
يعد الرمل أحد أكثر العناصر انتشارا على سطح الأرض وأكثرها تنوعا.
عندما
نلتقط حفنة رمل من الشاطئ ونراقبها تتسلل من خلال أصابعنا، نكون قد رأينا
حصيلة ملايين السنين من التاريخ الجيولوجي، إذ يمكن كشف النقاب عن الجانب
الأعظم من هذا التاريخ عن طريق فحص حبيبات الرمال بتكبيرها حيث تَكشِف هذه
الحبيبات عن أسرار منشئها وما تلاه من أسفار.
وتبدأ
معظم ذرات الرمال رحلتها الحياتية في المناطق الجبلية كصخرة في بيئة برية
تتكوَّن في الأصل من الكوارتز (المرو) والفلسپار feldspar. فالتفكك الآلي
(بفعل حركة المجلّدات (المثلجات)، ودورات التجمد والانصهار) يؤدي إلى تكوين
الجلاميد والحصى. ومن ثم يؤدي الفعل المشترك للتحلل الكيميائي (بوساطة
الأمطار والنباتات) وللتفكك الميكانيكي إلى تفتيت الجلاميد والحصى، الأمر
الذي يؤدي في النهاية إلى تكوين حبيبات من الرمال. ويُعرِّف الجيولوجيون
الرمل بأنه فتات من الصخور تتراوح أقطارها ما بين 0.05 و 2 مليمتر، أما
جزيئات الصخر الأكبر حجما فتُصنَّف كحصى، والحبيبات الأصغر حجما تشكِّل
الغرين silt.
ولا
يرجع منشأ جميع الشواطئ الرملية دائما إلى فتات الصخور التي تغسلها
وتنقلها المياه والرياح من الجبال، إذ إن بعض الشواطئ تتكوَّن من حطام
الأحجار الكلسية التي تشكلت في البحار أو بالقرب منها، فحيثما تكون مياه
البحر دافئة والنشاط الحيوي كبيرا فإن رمال الشواطئ قد تتكوَّن في بعض
أجزائها أو كلية من كِسَر الحيوانات اللافقارية البحرية، وهذه هي الشواطئ
الكلسية. وتثير حبات الرمال في هذه الشواطئ اهتماما كبيرا عند فحصها مجهريا
الصحراء
بين القاهرة والإسكندرية
يعطي
رمل هذه المنطقة دلالة مميزة للتحات الريحي، فالسطوح الباهتة والمعتمة
تعكس الصدمات التي تعرَّضت لها الحبيبات أثناء نقلها بوساطة الرياح عنها
بوساطة الماء. فالحبيبات التي تحملها الرياح تصير أكثر خشونة لأنها تفتقر
إلى ما يوفره الوسط المائي من طفوية buoyancy وتخفيف للصدمات. فالاحتكاك
المباشر الذي يحدث بين الحبيبات يُعرضها للسحج، كما أن سرعة الرياح تعرض
الحبيبات لمزيد من العقاب. إضافة إلى ذلك فهنالك عامل آخر جلي للعيان؛ هو
أن رمال الصحراء تَنْحو لأن تكون حبيباتها متباينة الأحجام، في حين يقوم
الماء بنخل رواسبه بصورة أكثر انتقائية فتكون عناصر التوضع فيه متجانسة
الأبعاد.
هوكسبيل كي
أكزوما، باهاما
متد
بعض الشواطئ التصْوَرية البيضاء المتألقة بمحاذاة خليج المكسيك وجزر
ألباهاما. فرمال هذه الشواطئ تتكوّن من حبيبات صلدة، كالخزف، من الأحجار
الجيرية تدعى سَرْء oolite. وهذه التسمية مشتقة من اليونانية وتعني «الحجر
البيوضي». أما طريقة تكوّن هذا البيض الدقيق فما زالت غير معروفة بدقة. فمن
العوامل اللازمة لتكونه المياهُ الضحلة الحاوية كميات من كربونات
الكالسيوم والمغنيسيوم الآخذة في الترسيب. والعامل الآخر اللازم لتكوّنها
هو علامات النيم ripple marks (تعاريج الأمواج التي تكونت من رواسب شاطئية)
فوق قعر البحر مما يساعد الأمواج على تدوير حبيبات الصلصال أو الرمل
الناعم التي تترسب حولها سطائح كلسية متتالية متحدة المركز.
الشكل المتداخل: حبة مهشمة من السَّرْء تظهر فيها تحت مجهر المسح
الإلكتروني scanning electron microscope أغلفة متحدة المركز تحيط بنواة
الحبيبة (لا تظهر النواة في الصورة) تتكوَّن من سطائح متتالية من كربونات
الكالسيوم والمغنيسيوم.
شاطئ سيلڤرساند
گراند باهاما
إن
الرمل المبين في الشكل يكاد يكون مؤلفا برمته من كسارة الشعاب المجاورة.
إضافة إلى ذلك فإننا نشاهد شويكتين على شكل سيگار، ومقطعا لأنبوب دودة
بحرية، كما نشاهد قوقعة لإحدى معديات الأرجل وصدفتين لمنخربتين كبيرتين
مستديرتين حمراوتي اللون.
إنديان كي (الشعاب الهندية)
فلوريدا
فقدت
كافة المرجانيات والأصداف في هذه العينة لمعانها فأصبحت سطوحها معتمة
وطباشيرية ومُنَقَّرَة pitted. تُشاهد هذه الحالة أحيانا في الشواطئ
البيضاء لشعاب فلوريدا الاستوائية مشيرة إلى تحلل المواد الكلسية في هذه
الشواطئ. فمياه البحر الدافئة وضوء الشمس المباشر ووفرة المياه العذبة
الناجمة عن هطول الأمطار يمكن أن تتضافر كلها لإعادة الكربونات التي تشكل
هياكل النباتات والحيوانات الميتة إلى البحر. ونشاهد هنا أيضا قواقع
لمعديات الأرجل، أربع منها مغزلية الشكل وواحدة ذات شكل كروي، كما نشاهد
صدفتين على الأقل من الأصداف ذات المصراعين، وكل هذه القواقع والأصداف هي
في طريقها لأن يبتلعها البحر مرة أخرى.
الشاطئ الشمالي
هاميتون، نيوهامپشير
ألقت
صفيحة جليد شمال أمريكا بعد انحسارها كميات هائلة من الحطام على طول
الساحل الشمالي الشرقي الوعر للولايات المتحدة. وتُظْهِر العينة التي تم
انتقاؤها من هذه التوضعات مزيجا من الكوارتز (حبات عديمة اللون) والفلسپار
(لونه أحمر وردي وكهرماني) ومعادن نارية معتمة (سوداء اللون).
پيونالوو
هاواى
إن
رمل شواطئ هاواي السوداء الشهيرة هو رمل مؤلف من الأوبسيديان ـ زجاج
بركاني تخلَّق أثناء تدفق المهل إلى داخل البحر وتبرده بسرعة فائقة مما أدى
إلى تحوله إلى زجاج. وقد تعرَّضت الأجزاء المتكسرة من الزجاج لفعل الماء
والأمواج فتفتت وتحولت في نهاية الأمر إلى رمل ناعم أسود.
الشاطئ الجنوبي لبحيرة سوپيريار
ميتشيگان
يشاهد
في عدد من الشواطئ شرائط سوداء عند خط الماء، ويبدو أن هذه الشرائط مؤلفة
من مواد عضوية أو رمل مشرب بالنفط، إلا أنها في الواقع تتكون من حبيبات من
المگنيتيت magnetite، ونظرا لثقل هذه الحبيبات بالنسبة إلى ما يجاورها من
حبيبات أخرى فإن هذه الحبيبات المغنطيسية الصلدة تبقى عند حافة الماء في
حين تقذف الأمواج بحبيبات الكوارتز الخفيفة إلى مستويات عليا من الشاطئ.
(في هذه العينة تبدو حبيبات الكوارتز حمراء وردية اللون، ويحتمل أن تكون
الحبيبات ذات اللون الأحمر الداكن معدن الگارنت garnet.) وقد اعتاد ملاحو
القرن الثاني عشر على وضع المگنيتيت أو حجر المغنطيس، كما كانوا يسمونه، في
قصبة مجوفة يتم تعويمها بحذر في وعاء من الماء، لكي يحصلوا على شكل
مُبَسَّط للبوصلة التي تشير بصورة تقريبية إلى اتجاه الشمال والجنوب.
بحيرة نورذرن لايت، أونتاريو
كندا
ليست
الشواطئ السوداء جميعها مؤلفة من الأوبسيديان أو الرمل المغنطيسي، فشاطئ
بحيرة نورذرن لايت مثلا، هو توضُّع لبلورات الهورنبلند hornblende (معدن
يتكوَّن من سيليكات معقدة) الدقيقة. وقد تكوّن كل من البحيرة وشاطئها
الهورنبلندي بعد أن خلّفتهما وراءها صفيحة جليد أمريكا الشمالية.
شاطئ سيڤن مايل (الأميال السبعة)
دونگارا، أستراليا
بجوار
شاطئ سيڤن مايل في قنال جيلڤنك يمتد رصيف قاري ضحل يزخر بالحياة التي تنشأ
في المحيط الهندي. وتبين هذه الصورة بوضوح العديد من الأصداف والمرجانيات
الصغيرة الحجم. ومن الأشكال الجلية المبينة في الصورة شويكات الإسفنج
الثلاثية المحاور، وأصداف كروية الشكل لاتزال في مرحلة مبكرة من نموها.
وتعود هذه القواقع والأصداف لمعديات الأرجل ولذوات المصراعين.
تاكيتومي شيما
جزر ريوكيو، اليابان
تشتهر
بعض الجزر اليابانية الجنوبية برمالها النجمية الشكل، فحبيبات الرمل
النجمية هي أصداف المنخربات، وهي كائنات مجهرية وحيدة الخلية تزخر بها
محيطات العالم، والوسيلة الوحيدة لتصنيفها هي من خلال دراسة أصدافها.
وتحتوي هذه العينة بشكل أساسي على النوع Baculogygypsina sphaerulata،
وهنالك أيضا صدفة مستديرة لإحدى المنخربات من النوع Amphistegina
madagascariensis (في أعلى يمين الصورة)، وكذلك قوقعة حلزونية زجاجية لإحدى
معديات الأرجل (في يسار وسط الصورة).
جزيرة ليفوكا، مجموعة هابي
تونگا، جنوب غربي المحيط الهادي
تشكل
بقايا الزنبقانيات crinoids جزءا من الرمل الموجود فوق بعض الجزر في جنوب
المحيط الهادي، ولقد كان الاعتقاد السائد سابقا أنها نباتات (اسمها الشائع
زنبق البحر sea lily)، ولهذه «الحيوانات» ساق stem طويلة مؤلفة من مجموعة
من الصفائح المتكلسة الشبيهة بالعجلة. فبعد موت هذه الحيوانات تتحلل
أنسجتها وتنفصل عنها الساق وتتساقط الأقراص الحجرية بأعداد ضخمة إلى قعر
المحيط، أما الجزء الآخر فيجد طريقه إلى الشاطئ ليشكل جزءا من رواسبه
الكلسية. وتتباين أشكال الأقراص حسب الأنواع التي كانت تنتمي إليها، ولقد
تعرَّضت حواف الكثير منها، كما هو ظاهر في الشكل، لعوامل التحات مما أدى
إلى الكشف عن تركيبها الداخلي المعقد المتكون من حجيرات عديدة.
والأن بعد هذه الجولة لنرى عن قرب رمال العالم
أترك لكن التعليق
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى