- كليوباتراملكه المنتدى
- رقم عضويتك : 1
عدد المساهمات : 84033
الاوسمه :
العمل/الترفيه : طبيبه اسنان
مباحث في شرح "حسبي الله ونعم الوكيل"
24.01.12 19:18
مباحث في شرح "حسبي الله ونعم الوكيل"
السؤال:
ما معنى
دعاء ( حسبي الله ونعم الوكيل ) وما هي مرتبته عند الله سبحانه وتعالى ،
هل هي أعلى رتبة في دعوة المظلوم على الإطلاق ، ومتى يقوله المسلم ، وهل
قوله في حق المسلم فعل شنيع . سمعت شيخا من العلماء يقول إنه " لا يجوز
الطعن في هذا الدعاء بعد قوله "، أي - على حسب فهمي - لا يجوز الرجوع على
هذا الدعاء ، فقوله يُعد نهائيا ، إذا كان هذا الكلام صحيحا فماذا بقي
للظالم الذي رُفع ضده هذا الدعاء أن يفعله مع نفسه والمظلوم ، هل من كفارة
، هل لمن له حظ من العلم بخطورة هذا الدعاء أن يقول " أرجو من الله أن لا
يقوله في حقي بشر أبدا " ؟
السؤال:
ما معنى
دعاء ( حسبي الله ونعم الوكيل ) وما هي مرتبته عند الله سبحانه وتعالى ،
هل هي أعلى رتبة في دعوة المظلوم على الإطلاق ، ومتى يقوله المسلم ، وهل
قوله في حق المسلم فعل شنيع . سمعت شيخا من العلماء يقول إنه " لا يجوز
الطعن في هذا الدعاء بعد قوله "، أي - على حسب فهمي - لا يجوز الرجوع على
هذا الدعاء ، فقوله يُعد نهائيا ، إذا كان هذا الكلام صحيحا فماذا بقي
للظالم الذي رُفع ضده هذا الدعاء أن يفعله مع نفسه والمظلوم ، هل من كفارة
، هل لمن له حظ من العلم بخطورة هذا الدعاء أن يقول " أرجو من الله أن لا
يقوله في حقي بشر أبدا " ؟
الجواب :
الحمد لله
"
حسبي الله ونعم الوكيل " من أعظم الأدعية الواردة في الكتاب والسنة
الصحيحة ، ويمكننا تفصيل الحديث عن هذا الدعاء في المطالب الآتية :
الحمد لله
"
حسبي الله ونعم الوكيل " من أعظم الأدعية الواردة في الكتاب والسنة
الصحيحة ، ويمكننا تفصيل الحديث عن هذا الدعاء في المطالب الآتية :
أولا : دليل مشروعيته
ثانيا : معنى هذا الدعاء
** يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
" أي : الله وحده كافينا كلَّنا " انتهى من " منهاج السنة النبوية " (7/204)
**ويقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
" ( حَسْبُنَا ) أي : كافينا في مهماتنا وملماتنا ،
( وَنِعْمَ الْوَكِيل ) إنه نعم الكافي جل وعلا ، فإنه نعم المولى ونعم النصير .
وردت
مشروعيته في القرآن الكريم في حكاية الله عز وجل عن الصحابة الكرام في
أعقاب معركة أُحُد ، في " حمراء الأسد "، وذلك حين خوَّفهم بعضُ المنافقين
بأن أهل مكة جمعوا لهم الجموع التي لا تهزم ، وأخذوا يثبِّطون عزائمهم ،
فلم يزدهم ذلك إلا إيمانا بوعد الله ، وتمسكا بالحق الذي هم عليه ، فقالوا
في جواب جميع هذه المعركة النفسية العظيمة : حسبنا الله ونعم الوكيل .
يقول عز وجل : ( الَّذِينَ
اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ
لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ . الَّذِينَ
قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ
فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ .
فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ
وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ )
مشروعيته في القرآن الكريم في حكاية الله عز وجل عن الصحابة الكرام في
أعقاب معركة أُحُد ، في " حمراء الأسد "، وذلك حين خوَّفهم بعضُ المنافقين
بأن أهل مكة جمعوا لهم الجموع التي لا تهزم ، وأخذوا يثبِّطون عزائمهم ،
فلم يزدهم ذلك إلا إيمانا بوعد الله ، وتمسكا بالحق الذي هم عليه ، فقالوا
في جواب جميع هذه المعركة النفسية العظيمة : حسبنا الله ونعم الوكيل .
يقول عز وجل : ( الَّذِينَ
اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ
لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ . الَّذِينَ
قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ
فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ .
فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ
وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ )
آل عمران/172-174.
بل
ورد في صحيح البخاري رحمه الله (رقم/4563) أن تلك الكلمة كانت على لسان
أولي العزم من الرسل ، قالها إبراهيم عليه السلام في أعظم محنة ابتلي بها
حين ألقي في النار ، وقالها سيد البشر محمد صلى الله عليه وسلم في مواجهة
المشركين في " حمراء الأسد ".
عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال :
(
حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الوَكِيلُ : قَالَهَا إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ
السَّلاَمُ حِينَ أُلْقِي فِي النَّارِ ، وَقَالَهَا مُحَمَّدٌ صلى الله
عليه وسلم حِينَ قَالُوا : ( إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ
فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ
وَنِعْمَ الْوَكِيلُ )
ورد في صحيح البخاري رحمه الله (رقم/4563) أن تلك الكلمة كانت على لسان
أولي العزم من الرسل ، قالها إبراهيم عليه السلام في أعظم محنة ابتلي بها
حين ألقي في النار ، وقالها سيد البشر محمد صلى الله عليه وسلم في مواجهة
المشركين في " حمراء الأسد ".
عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال :
(
حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الوَكِيلُ : قَالَهَا إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ
السَّلاَمُ حِينَ أُلْقِي فِي النَّارِ ، وَقَالَهَا مُحَمَّدٌ صلى الله
عليه وسلم حِينَ قَالُوا : ( إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ
فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ
وَنِعْمَ الْوَكِيلُ )
ثانيا : معنى هذا الدعاء
يقول العلماء إن معنى : حسبنا الله : أي الله كافينا ،
فالحسب هو الكافي أو الكفاية ، والمسلم يؤمن بأن الله عز وجل بقدرته
وعظمته وجلاله يكفي العبد من كل ما أهمه وأصابه ، ويرد عنه بعظيم حوله كل
خطر يخافه ، وكل عدو يسعى في النيل منه .
وأما معنى : ( نعم الوكيل )، أي : أمدح من هو قيِّم على أمورنا
، وقائم على مصالحنا ، وكفيل بنا ، وهو الله عز وجل ، فهو أفضل وكيل ؛ لأن
من توكل على الله كفاه ، ومن التجأ إليه سبحانه بصدق لم يخب ظنه ولا رجاؤه
، وهو عز وجل أعظم من يستحق الثناء والحمد والشكر لذلك .
فالحسب هو الكافي أو الكفاية ، والمسلم يؤمن بأن الله عز وجل بقدرته
وعظمته وجلاله يكفي العبد من كل ما أهمه وأصابه ، ويرد عنه بعظيم حوله كل
خطر يخافه ، وكل عدو يسعى في النيل منه .
وأما معنى : ( نعم الوكيل )، أي : أمدح من هو قيِّم على أمورنا
، وقائم على مصالحنا ، وكفيل بنا ، وهو الله عز وجل ، فهو أفضل وكيل ؛ لأن
من توكل على الله كفاه ، ومن التجأ إليه سبحانه بصدق لم يخب ظنه ولا رجاؤه
، وهو عز وجل أعظم من يستحق الثناء والحمد والشكر لذلك .
** يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
" أي : الله وحده كافينا كلَّنا " انتهى من " منهاج السنة النبوية " (7/204)
**ويقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
" ( حَسْبُنَا ) أي : كافينا في مهماتنا وملماتنا ،
( وَنِعْمَ الْوَكِيل ) إنه نعم الكافي جل وعلا ، فإنه نعم المولى ونعم النصير .
ولكنه
إنما يكون ناصرا لمن انتصر به واستنصر به ، فإنه عز وجل أكرم الأكرمين
وأجود الأجودين ، فإذا اتجه الإنسان إليه في أموره أعانه وساعده وتولاه ،
ولكن البلاء من بني آدم ، حيث يكون الإعراض كثيرا في الإنسان ، ويعتمد على
الأمور المادية دون الأمور المعنوية " انتهى من " شرح رياض الصالحين "
(1/542)
وانظر جواب السؤال رقم : (11184)
إنما يكون ناصرا لمن انتصر به واستنصر به ، فإنه عز وجل أكرم الأكرمين
وأجود الأجودين ، فإذا اتجه الإنسان إليه في أموره أعانه وساعده وتولاه ،
ولكن البلاء من بني آدم ، حيث يكون الإعراض كثيرا في الإنسان ، ويعتمد على
الأمور المادية دون الأمور المعنوية " انتهى من " شرح رياض الصالحين "
(1/542)
وانظر جواب السؤال رقم : (11184)
ثالثا : فضل هذا الدعاء .
رابعا : مواضع مناسبة الدعاء بـ " حسبنا الله ونعم الوكيل "
يناسب
هذا الدعاء كل موقف يصيب المسلم فيه هم أو فزع أو خوف ، وكذلك كل ظرف شدة
أو كرب أو مصيبة ، فيكون لسان حاله ومقاله الالتجاء إلى الله ، والاكتفاء
بحمايته وجنابه العظيم عن الخلق أجمعين .
وقد
ورد في ذلك حديث ضعيف جدا عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله
عليه وسلم قال : ( إِذا وَقَعْتُمْ فِي الأَمْرِ العَظِيمِ فَقُولوا :
حَسْبُنا الله وَنِعْمَ الوَكِيلُ ) رواه ابن مردويه ، انظر " سلسلة
الأحاديث الضعيفة " (رقم/7002).
هو
من أعظم الأدعية فضلا ؛ وأعلاها مرتبة ، وأصدقها لهجة ؛ لأنه يتضمن حقيقة
التوكل على الله عز وجل ، ومَن صَدَق في لجوئه إلى ربه سبحانه حقق له
الكفاية المطلقة ، الكفاية من شر الأعداء ، والكفاية من هموم الدنيا
ونكدها ، والكفاية في كل موقف يقول العبد فيه هذه الكلمة يكتب الله عز وجل
له بسببها ما يريده ، ويكتب له الكفاية من الحاجة إلى الناس ، فهي اعتراف
بالفقر إلى الله ، وإعلان الاستغناء عما في أيدي الناس .
ومع ذلك ، فننبه إلى أنه لم يرد في حديث خاص أن من قالها كان له من الأجر كذا وكذا ، لكن قول الله سبحانه وتعالى :
( وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا ) الطلاق/3، ؛
دليل
على أن من توكل على الله حق التوكل ، وعده الله سبحانه أن يكفيه ما أهمه ،
ويكون حسيبه وحفيظه ، فلا يحتاج إلى شيء بعده ، وكفى بذلك فضلا وثوابا ؛
فإن من كفاه الله سَعِدَ في الدنيا والآخرة بقدرة الله وعزته وحكمته ،
ولذلك قال تعالى في الآية الأخرى : ( وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) الأنفال/49،
بل كان جزاء المؤمنين في أعقاب " أُحُد " حين قالوا هذه الكلمة أن رجعوا بفضل الله عز وجل وكرامته وحفظه :
( فَانْقَلَبُوا
بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا
رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ )
آل عمران/174.
ينظر: " زاد المعاد " (2/330)
من أعظم الأدعية فضلا ؛ وأعلاها مرتبة ، وأصدقها لهجة ؛ لأنه يتضمن حقيقة
التوكل على الله عز وجل ، ومَن صَدَق في لجوئه إلى ربه سبحانه حقق له
الكفاية المطلقة ، الكفاية من شر الأعداء ، والكفاية من هموم الدنيا
ونكدها ، والكفاية في كل موقف يقول العبد فيه هذه الكلمة يكتب الله عز وجل
له بسببها ما يريده ، ويكتب له الكفاية من الحاجة إلى الناس ، فهي اعتراف
بالفقر إلى الله ، وإعلان الاستغناء عما في أيدي الناس .
ومع ذلك ، فننبه إلى أنه لم يرد في حديث خاص أن من قالها كان له من الأجر كذا وكذا ، لكن قول الله سبحانه وتعالى :
( وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا ) الطلاق/3، ؛
دليل
على أن من توكل على الله حق التوكل ، وعده الله سبحانه أن يكفيه ما أهمه ،
ويكون حسيبه وحفيظه ، فلا يحتاج إلى شيء بعده ، وكفى بذلك فضلا وثوابا ؛
فإن من كفاه الله سَعِدَ في الدنيا والآخرة بقدرة الله وعزته وحكمته ،
ولذلك قال تعالى في الآية الأخرى : ( وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) الأنفال/49،
بل كان جزاء المؤمنين في أعقاب " أُحُد " حين قالوا هذه الكلمة أن رجعوا بفضل الله عز وجل وكرامته وحفظه :
( فَانْقَلَبُوا
بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا
رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ )
آل عمران/174.
ينظر: " زاد المعاد " (2/330)
رابعا : مواضع مناسبة الدعاء بـ " حسبنا الله ونعم الوكيل "
يناسب
هذا الدعاء كل موقف يصيب المسلم فيه هم أو فزع أو خوف ، وكذلك كل ظرف شدة
أو كرب أو مصيبة ، فيكون لسان حاله ومقاله الالتجاء إلى الله ، والاكتفاء
بحمايته وجنابه العظيم عن الخلق أجمعين .
وقد
ورد في ذلك حديث ضعيف جدا عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله
عليه وسلم قال : ( إِذا وَقَعْتُمْ فِي الأَمْرِ العَظِيمِ فَقُولوا :
حَسْبُنا الله وَنِعْمَ الوَكِيلُ ) رواه ابن مردويه ، انظر " سلسلة
الأحاديث الضعيفة " (رقم/7002).
وأفضل
حالا منه حديث يرويه سَيْف ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ ، أَنَّهُ
حَدَّثَهُمْ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَضَى
بَيْنَ رَجُلَيْنِ ، فَقَالَ الْمَقْضِيُّ عَلَيْهِ لَمَّا أَدْبَرَ :
حَسْبِيَ اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ . فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ اللَّهَ يَلُومُ عَلَى الْعَجْزِ ، وَلَكِنْ
عَلَيْكَ بِالْكَيْسِ ، فَإِذَا غَلَبَكَ أَمْرٌ فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ
وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ) رواه أبوداود (رقم/3627) .
والحديث
ضعيف أيضا ، ضعفه العلماء بسبب جهالة سيف ، قال النسائي : سيف لا أعرفه .
كما في " السنن الكبرى " (6/160) وإن كان العجلي قال فيه : شامي تابعي ثقة
، ولكن العلماء لا يعتمدون على توثيق العجلي ، وضعفه الألباني في " ضعيف
أبي داود ".
ولكن معناه صحيح ، تشهد له الأحاديث الصحيحة الواردة في الباب ، منها حديث أَبِي سَعِيدٍ الخدري رضي الله عنه قَالَ :
قَالَ
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( كَيْفَ أَنْعَمُ
وَصَاحِبُ القَرْنِ قَدِ التَقَمَ القَرْنَ وَاسْتَمَعَ الإِذْنَ مَتَى
يُؤْمَرُ بِالنَّفْخِ فَيَنْفُخُ ، فَكَأَنَّ ذَلِكَ ثَقُلَ عَلَى
أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ لَهُمْ
: قُولُوا : حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الوَكِيلُ ، عَلَى اللهِ
تَوَكَّلْنَا )
رواه
الترمذي (رقم/2431) وقال : هذا حديث حسن، وقد روي من غير وجه هذا الحديث
عن عطية، عن أبي سعيد الخدري، عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه. وصححه
الألباني في " صحيح الترمذي "، وفي " السلسلة الصحيحة " (رقم/1079)
ولذلك بوب النسائي على هذا الدعاء بقوله : " مَا يَقُول إذا خَافَ قوما " انتهى من " عمل اليوم والليلة " (ص/392)
وذكره
ابن القيم رحمه الله في " الفصل التاسع عشر في الذكر عند لقاء العدو ومن
يخاف سلطاناً وغيره " انتهى من " الوابل الصيب " (ص/114)
ونلاحظ
مما سبق أن هذا الدعاء يمكن أن يقال في مواجهة المسلم الظالم ، وليس فقط
الكافر ، كما يمكن أن يلجأ إليه المهموم أو المكروب أو الخائف بسبب تعدي
أحد المسلمين .
وأما
الظالم الذي قيل في حقه هذا الدعاء فليس له إلا التوبة الصادقة ، وطلب
العفو ممن ظلمهم وانتهك حقوقهم ، ورد المظالم إلى أهلها ؛ وإلا فإن الله
عز وجل سيكون خصمه يوم القيامة ، وغالبا ما يعجل له العقوبة في الدنيا ،
فإن دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب .
والله أعلم .
الإسلام سؤال وجواب
حالا منه حديث يرويه سَيْف ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ ، أَنَّهُ
حَدَّثَهُمْ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَضَى
بَيْنَ رَجُلَيْنِ ، فَقَالَ الْمَقْضِيُّ عَلَيْهِ لَمَّا أَدْبَرَ :
حَسْبِيَ اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ . فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ اللَّهَ يَلُومُ عَلَى الْعَجْزِ ، وَلَكِنْ
عَلَيْكَ بِالْكَيْسِ ، فَإِذَا غَلَبَكَ أَمْرٌ فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ
وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ) رواه أبوداود (رقم/3627) .
والحديث
ضعيف أيضا ، ضعفه العلماء بسبب جهالة سيف ، قال النسائي : سيف لا أعرفه .
كما في " السنن الكبرى " (6/160) وإن كان العجلي قال فيه : شامي تابعي ثقة
، ولكن العلماء لا يعتمدون على توثيق العجلي ، وضعفه الألباني في " ضعيف
أبي داود ".
ولكن معناه صحيح ، تشهد له الأحاديث الصحيحة الواردة في الباب ، منها حديث أَبِي سَعِيدٍ الخدري رضي الله عنه قَالَ :
قَالَ
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( كَيْفَ أَنْعَمُ
وَصَاحِبُ القَرْنِ قَدِ التَقَمَ القَرْنَ وَاسْتَمَعَ الإِذْنَ مَتَى
يُؤْمَرُ بِالنَّفْخِ فَيَنْفُخُ ، فَكَأَنَّ ذَلِكَ ثَقُلَ عَلَى
أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ لَهُمْ
: قُولُوا : حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الوَكِيلُ ، عَلَى اللهِ
تَوَكَّلْنَا )
رواه
الترمذي (رقم/2431) وقال : هذا حديث حسن، وقد روي من غير وجه هذا الحديث
عن عطية، عن أبي سعيد الخدري، عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه. وصححه
الألباني في " صحيح الترمذي "، وفي " السلسلة الصحيحة " (رقم/1079)
ولذلك بوب النسائي على هذا الدعاء بقوله : " مَا يَقُول إذا خَافَ قوما " انتهى من " عمل اليوم والليلة " (ص/392)
وذكره
ابن القيم رحمه الله في " الفصل التاسع عشر في الذكر عند لقاء العدو ومن
يخاف سلطاناً وغيره " انتهى من " الوابل الصيب " (ص/114)
ونلاحظ
مما سبق أن هذا الدعاء يمكن أن يقال في مواجهة المسلم الظالم ، وليس فقط
الكافر ، كما يمكن أن يلجأ إليه المهموم أو المكروب أو الخائف بسبب تعدي
أحد المسلمين .
وأما
الظالم الذي قيل في حقه هذا الدعاء فليس له إلا التوبة الصادقة ، وطلب
العفو ممن ظلمهم وانتهك حقوقهم ، ورد المظالم إلى أهلها ؛ وإلا فإن الله
عز وجل سيكون خصمه يوم القيامة ، وغالبا ما يعجل له العقوبة في الدنيا ،
فإن دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب .
والله أعلم .
الإسلام سؤال وجواب
- manyenshالاميرات المتميزات
- رقم عضويتك : 10508
عدد المساهمات : 4364
الاوسمه :
رد: مباحث في شرح "حسبي الله ونعم الوكيل"
24.01.12 23:26
ربنا يبارك فيك ويجعله في ميزان حسناتك
(اللهم اكفينهم بما شئت وكيفما شئت انك سميع عليم)
(اللهم اكفينهم بما شئت وكيفما شئت انك سميع عليم)
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى