بحـث
نتائج البحث
بحث متقدم
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 257 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 257 زائر

لا أحد


اذهب الى الأسفل
avatar
كليوباترا
ملكه المنتدى
رقم عضويتك : 1
عدد المساهمات : 84033
الاوسمه :
العمل/الترفيه : طبيبه اسنان

هل أنا عانس؟ سؤال مهم Empty هل أنا عانس؟ سؤال مهم

08.09.11 2:23
هل أنا عانس؟




السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أشكُر الله سبحانه على أنْ ساقني لموقعكم المبارك؛ لعلِّي أنْ أرتشف من رحيقكم عبقًا يذهب سقم قلبي.

سأختَصِر السؤال؛ لعلمي بالكمِّ الهائل الذي لديكم - أعانكم الله.

مشكلتي أنَّني أريد أنْ أتزوَّج من أجْل المجتمع فقط، فأنا فتاةٌ أبلُغ من العمر 23 سنة، كنت لا أفكِّر بشيءٍ اسمه الزواج ولا أهتمُّ، فأشغالي في دُور التحفيظ والتِحاقي بالجمعيَّات الخيريَّة أكبر اهتماماتي؛ لكن كلام الناس يُذِيب الصَّخر! أصبَحتُ أرى نفسي عانسًا؛ لأنَّ مَن حولي في العائلة ممَّن هن في سنِّي جميعهن تزوَّجن إلا واحدة معي فقط، بل بدَأ الخُطَّاب في الأقلِّ سنًّا من عائلتنا، وكلُّ هذا لم يكن يهمُّني، إلا أنَّني كلَّما ذهبتُ لجمعةٍ عائليَّة وأنا سعيدة، جاءت كما يُقال "سالفه"، فأجِدُ كلمة (عقبى لك)، هي كلمة جميلة، لكنَّها تطعنني؛ لأنِّي أصبحت أتأزَّم من وضعي أمامَ مَن أعرف، فأنا الآن والله لا أريدُ الزواج إلا من أجل المجتمع، ولو كان المجتمع يرحَمُ لما تزوجت؛ لأنِّي أستطيع إشغالَ نفسي بما هو أنفع، صحيحٌ أنَّني أرجو العَفاف، لكن أصبَح أكبر همِّي في الدنيا الزواج لكي يرتاح مَن حولي! لا أدري هل مشكلتي مشكلة بحدِّ ذاتها، أم أنها مجرَّد فضفضة؟! كلُّ أمَلِي إنْ لم تُصنِّفوها كمُشكلةٍ أنْ تذكروني بدعوة، واللهَ أسأَلُ أنْ يرحَمَ كلَّ مَن هي في نفس حالي.


الجواب
أختي الكريمة، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
نشكُر لك أولاً انضِمامَك لـ(شبكة الألوكة)، ودُعاءَك المبارك للعامِلين عليها، سائلين اللهَ تعالى أنْ يُسدِّدنا في تقديم ما ينفَعُك.

كما أودُّ أنْ أُحيِّي فيكِ سمة الإيجابيَّة التي تتحلَّيْن بها، والتي يَعكِسُها تطوُّعك في الجمعيَّات الخيريَّة، ودأبك في تحفيظ القُرآن الكريم وأنت بهذه الروحيَّة وهذا الفِكر، وهي سماتٌ أنعَمَ الله - تعالى - عليك بها، فجعَل من نفسِك وأُسلوب تفكيرك نموذجًا اختصَّك به عن كثيراتٍ، وأمَلِي أنْ تُحافِظي عليها وتُعزِّزيها في نفسك، وتسعَدِي بها في الدارَيْن.

أختي الكريمة، قد يكونُ ما تَشكِين منه الآنَ يعودُ إلى تحسُّس من قِبَلك لبعض العِبارات والأقوال التي تُمثِّل جزءًا من الثقافة المجتمعيَّة، وتُقال بشكلٍ تلقائي ومُتكرِّر في مناسباتٍ بعينها؛ ولهذا فإنَّ التكيُّف مع تلك العادات وعبارات المجاملة التي يُرجَى منها تعزيزُ التواصُل الاجتِماعي - أمرٌ مطلوبٌ وإيجابي، ما لم تخرُج عن حُدود ذلك، فإنْ كان هذا الأمر يُفسِّر حالتك، فهذا يعني أنَّ هناك عدمَ رضا داخلي لديك في موضوع الزواج، أو قلقًا ما من عدم حُدوثه، أو غير ذلك من الانفِعالات الداخليَّة إزاءَ هذا الموضوع؛ نتيجة أفكار ذاتيَّة حولها، يتمُّ إثارتها بعباراتٍ شائعة وتمنِّيات تسمَعُها جميعُ الفتيات قبلَ زواجهنَّ، وعند ذاك لا بُدَّ لك يا عزيزتي من مُراجَعةٍ ناقدةٍ لتلك المشاعر والأفكار لتقييمها واستِكشافها، ومعرفة مَكامِن الضعف في أيٍّ منها لتصويبها، وستَجِدين منَّا حينها كلَّ تجاوب وتعاوُن لحلِّ ذلك - بإذن الله تعالى.

أمَّا إنْ كان ما تُعانِينه من ضُغوطاتٍ في هذا الأمر بسبب تدخُّلات وتعليقات من المُحِيطين تتجاوَز حُدود الأعراف والكِياسة، فعندها يكونُ ما تُشِيرين إليه يقَعُ ضِمن مشكلةٍ اجتماعيَّة ذات انتشارٍ واسع للأسَف في مجتمعاتنا، ولا أقصد هنا موضوعَ الحديث عن الزواج فقط، بل في أسلوب تعامُل الكثيرين - ولا سيَّما النساء - مع أمور غيرهم، وقد يكون ما تُواجِهينه اليومَ مثالاً على ذلك؛ فأنت يا عزيزتي لا تَزالين في بداية العِشرينيَّات من عُمرك، وكثيراتٌ ممَّن يَسبِقونك في السنِّ لم يتزوَّجنَ بعدُ، حتى وإنْ كان مَن تَعرِفينهنَّ تزوَّجنَ وهنَّ أصغَرُ منك سنًّا، لكنَّك تسمَعِين من تعليقات المحيطين في موضوعٍ خاصٍّ وشَخصي ما ابتَدَأ عندك بانزِعاجٍ ثم امتِعاضٍ ثم تغييرٍ في أفكارٍ ورُؤًى اخترتِها لنفسِك، ووجدتِ فيها ما يُرضِيك ويُسعِدُك.

وإذا كان ما أسلفتُه سببًا فيما تُعانِين، فأنصَحُك يا أختي الكريمة بالتعامُل مع تلك التدخُّلات بالتجاهُل والتغاضِي؛ انطِلاقًا من قَناعتك الداخليَّة بهذا التجاهُل، ووُصولاً إلى سُلوكك وردك عليها ظاهرًا؛ لأنَّ هذا هو سُلوك المتعقِّلين الذين أحسبُ أنَّك منهم - والله تعالى حسيبُك - فتأكَّدي يا عزيزتي أنَّكِ لن تتجاوَزي تلك التدخُّلات وما يُماثِلها من تعليقاتٍ، حتى وإنْ لم تُقَلْ أمامَك لعدم إفساحك المجال لقَوْلها أو التعبير عنها، فلو تزوَّجتِ سينتقل الحديث إلى أمر إنجابك للأطفال بـ(متى، وأين، وكيف...) إلخ، وبعدَ الإنجاب سيكونُ الحديث عن جِنس المولود، ثم عن عدَد الأولاد... وهكذا، دون أنْ تَجِدي نهايةً لذلك، وحِينَها ستكونُ لكلِّ مرحلةٍ حَساسيتها وخُصوصيَّتها التي لا شكَّ أنَّها تُزعِج مَن تسمَعُها.

كما أنَّ اعتِيادك على تجاهُل مثْل تلك الأحاديث والتدخُّلات في هذه المرحلة وأنت ما زِلت في بداية حَياتك، ستُغنِيك عن مُشكلاتٍ كثيرةٍ تقَعُ فيها الكثيرات من المتزوِّجات بسبب تعليقات أو تدخُّلات من الآخَرين في حَياتها، أو في أُسلوب تعامُلها مع الزوج أو أهل الزوج وغير ذلك، وهو الأمرُ الذي يُؤدِّي إلى حُدوث حالات طلاق ليستْ باليسيرة، للأسف!

أمَّا عن قولك بعدم رغبتك في الزواج وانشِغالك بما فتَح الله تعالى عليكِ من أعمالٍ وانشغالاتٍ صالحة، فأقول لك يا أختي الفاضلة: إنَّ أمر الزواج لا يمنَعُ أبدًا من استمرارك في ذلك، رغم أهميَّة تقديم مسؤوليَّاته عمَّا تَقُومين به الآن، ولَمَّا كان في الزواج الذي يقومُ على أسسٍ سليمة من الخير الكثير، حَثَّ عليه دينُنا، بل اعتبَرَه من مُكمِّلات الدِّين، ولا شكَّ أنَّكِ على درايةٍ بذلك.

أمَلي يا أختي الحبيبة في حِكمتك وفي حُسن ظنِّك بالله تعالى كبير، وأسأَلُه - عزَّ وجلَّ - أنْ يُنعِم عليك بالزوج الصالح والذريَّة الصالحة، وينفَع بك، وسنَكُون سُعَداء بسَماع أخبارك الطيِّبة، ولا تنسينا من دعوةٍ صالحة



منقول من الالوكة
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى