بحـث
نتائج البحث
بحث متقدم
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 134 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 134 زائر

لا أحد


اذهب الى الأسفل
Anonymous
????
زائر

د/ هبه قطب لماذا نتوقف عن ممارسه الجماع فى شهر رمضان Empty د/ هبه قطب لماذا نتوقف عن ممارسه الجماع فى شهر رمضان

21.08.11 19:30
ولّت الأيام ونحن في النصف الثاني من الشهر الكريم، وقد وردت إلينا العديد من الرسائل والتي تتعلّق بشهر رمضان؛ سأوردها إليكم كالتالي:



"أنا امرأة متزوِّجة منذ عامين، وأنا وزوجي على أحسن ما يكون من الخلق والالتزام الديني.. أنا أبلغ من العمر 24 سنة، وزوجي يبلغ 27 سنة، نخاف الله ونرجو مغفرته ورحمته وعتقه لنا من النار، تلك النعم التي تتجلّى في شهر رمضان المعظم دون غيره من شهور السنة؛ فجلسنا نفكّر في شيء يُقرِّبنا إلى الله أكثر من الأشياء المتعارف عليها والتي نقوم بها بالفعل؛ وهي: حُسن الصيام، وصلاة القيام، وصلاة السنن، والمواظبة على قراءة القرآن، فتوصّلنا إلى أن نهجر علاقتنا الحميمة حتى آخر شهر الصيام، ويكون احتفالنا باستئنافها مع فطرنا مع عيد الفطر إن شاء الله....".



وهنا توقّفت عن القراءة يا أصدقائي.. أرأيتم لماذا استوقفتني هذه الرسالة؟! فمع بداية قراءتي لها ومع سطورها الأولى انشرح قلبي، وأغبطت هذين الزوجين الصغيرين على هذه الروح الإيمانية العالية، وعلى رغبتهما في استثمار تلك الأيام الكريمة الجميلة في حصد أكبر قدر ممكن من الثواب ومن الرغبة في ارتفاع القدر عند الله رب العالمين.



ولكن مع الفقرة الأخيرة حزنت كثيراً حقاً؛ فهذا هو ابتداع أشياء ليست من الدين في شيء، فالله هو خالقنا ويعرف ما يلحّ علينا كبشر، ويعلم طاقة الاحتمال لدينا، ولذلك فلم يكلّف نفوسنا البشرية إلا وُسعها.. ولنقرأ سوياً الآية القرآنية التالية ونحاول فهم مدلولاتها وتطبيقات تلك المدلولات على هذه الحالة التي نحن بصددها:

{وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّـهُ وَمَا كَانَ اللَّـهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّـهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ}.



وبما أنني لست فقيهة ولا عالمة في التفسير؛ فسأكتفي بالإشارة للمعاني الواضحة غير المختلف عليها في هذه الآية الكريمة:

1- لقد جعلنا الله -نحن تابعي الرسول صلى الله عليه وسلم- أمةً وسطاً؛ أي إننا لا يجب أن نكون أمة إفراط في أي شيء -ولو كانت العبادة- ولا أمة تفريط في حق من حقوق الله، فلا نحن قوم تطرُّف ولا نحن قوم انحلال والعياذ بالله، وقد أكّد الرسول على هذا المعنى حين قال للأعرابي الذي وجده مفرطاً في العبادة على حساب حق أسرته لديه إنه هو النبي، وهو يصوم ويفطر، وينام ويقوم، ويتزوّج النساء، وإمعاناً في التأكيد على هذا المعنى فقد أنهى حديثه الشريف هذا بقوله: "فمن رغب عن سنتي فليس مني".



2- لقد جعلنا الله على هذه الوسطية بغرض أن نكون شهداء على الناس، فلا بد أن نكون ضد من يخرج عن هذه الوسطية بالرغم من تطرّق الكثيرين لذلك على أنه تعطيل لعبادة زائدة يبغي العبد بها التقرُّب إلى ربه، وفي الشق الثاني من الآية يُذكّرنا الله سبحانه وتعالى أن الرسول سيكون علينا شهيداً لمراقبة ما إذا كنا التزمنا بأوامر الله لنا بالتزام تلك الوسطية أم لا، فقد كان صلى الله عليه وسلم مثالاً للوسطية والمودة والرحمة فهو أحق أن يتّبع، فهو نموذج بشري رائع حقاً.



3- أحببت أيضاً أن أشير إلى ختام الآية: {إِنَّ اللَّـهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ}؛ وفيها توكيدان لغويان؛ هما: "إن" في أولها، و"لام التوكيد" الملحقة بصفتين محببتين لله سبحانه وتعالى تجاه عباده الضعفاء الفقراء إليه، ومعنى هاتين الصفتين ينطلي على ذات المعنى الذي أشرت إليه سلفاً، وهو أن الله هو خالقنا، وهو الذي يملك من أمرنا كل شيء، ولذلك فهو يعلم أن الإقلاع تماماً عن العلاقة الزوجية الحميمة أثناء شهر رمضان ليس في صالح الإنسان، ولا يقدر عليه، ولذلك وضع له ضوابط وهي ألا تحدث وقت الصيام، ولا حال الاعتكاف في المساجد، وذلك يقدر الإنسان عليه....



وهذه الضوابط موجودة في القرآن بكل وضوح وصراحة في الآية الكريمة:

{أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَىٰ نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ عَلِمَ اللَّـهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتَانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنكُمْ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّـهُ لَكُمْ}.



فإذا نظرنا لهذه الآية أيضاً؛ فسنجد أن الله سبحانه وتعالى قد بدأها بكلمة "أُحِلَّ" أي بدأها بإقرار التحليل لقيام العلاقة الزوجية الحميمة بين الزوج وزوجته في ليلة الصيام، أي في ليلة سيكون إصباحها صياماً، أما ختامها فكانت بفعلَيْ أمر متعاقبين؛ وهما: "بَاشِرُوهُنَّ" و"وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّـهُ لَكُمْ".



وكذلك فلم يعد الأمر متروكاً للإنسان يقرّر فيه ما يشاء، ولكن المباشرة الجنسية اقترنت بابتغاء حلال الله، وهو الشيء المحبب عند الله، كما أنها جاءت في صيغة فعل الأمر، أضف إلى ذلك أن الطاعة تكون أكثر إتياناً وأكثر أجراً في رمضان، فنجد هكذا أن دائرة التصرف تضيق وتتوقّف عند حد الطاعة ولا شيء غير الطاعة، فلا داعي لابتداع أشياء في العبادة كيلا يكون في ميزان السيئات بدلاً من ميزان الحسنات الذي نرغب أن يثقل في هذا الشهر الكريم.



ويحضرني هنا رأي أحد الفقهاء، والذي استمعت إليه ذات مرة في إحدى الحلقات العبادية، وكان يتحدّث عن حدود العلاقة الجنسية في رمضان، فقال إنه من تمام العبادة أن يباشر الرجل زوجته، وأن تدعو الزوجة زوجها لفراشها في رمضان -في غير وقت الصيام بالطبع- ففي ذلك ثواب كما نعلم جميعاً، وفي رمضان يتضاعف الثواب ويعظم الأجر، وكل ذلك يقع داخل دائرة الطاعة والتقرُّب إلى الله ما دام أنك وضعت هذه الشهوة ووظّفتها في حلال الله وخضعت لأوامره ونواهيه.



كلمة أخيرة أقولها لصديقتي المرسلة: افعلي يا حبيبتي ما أمرك الله به، وابتغي ما أحلّ لك وسيكتمل أجرك عنده إن شاء الله.
avatar
كليوباترا
ملكه المنتدى
رقم عضويتك : 1
عدد المساهمات : 84033
الاوسمه :
العمل/الترفيه : طبيبه اسنان

د/ هبه قطب لماذا نتوقف عن ممارسه الجماع فى شهر رمضان Empty رد: د/ هبه قطب لماذا نتوقف عن ممارسه الجماع فى شهر رمضان

21.08.11 20:03
جزاكى الله خيرا ربنا يكرمك اختيار رائع لموضوع في وقتنا ربنا يكرمك يارب تسلم ايديكى وتم التقييم
ام انتصار
ام انتصار
اميره فضيه
رقم عضويتك : 18572
عدد المساهمات : 4226
الاوسمه :
العمل/الترفيه : مهندسة كيميائية

د/ هبه قطب لماذا نتوقف عن ممارسه الجماع فى شهر رمضان Empty رد: د/ هبه قطب لماذا نتوقف عن ممارسه الجماع فى شهر رمضان

21.08.11 22:18
د/ هبه قطب لماذا نتوقف عن ممارسه الجماع فى شهر رمضان 2145325613
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى