العودة الى الحياة…

احيانا يشعر الانسان بغربة داخلية يشعر انه غريب عن ذاته و فى احيان كثيرة يكاد لايعرف نفسه اذا نظر فى مراه .

عندما تذهب
بعيدا عن عالمك الخاص و تدخل فى عالم لا وجود لك فيه عندما تجبرك الاقدار
على التعامل مع اشخاص غرباء عنك فى كل شى عندما تخذلك الدنيا فى تحقيق
السعادة اللتى تمنيتها يوما وعندما تنطفئ الشموع امام عينيك و تصبح حياتك
مظلمة انها مشاعر غريبة تنتابك و تهز كيانك عندما تخطئ يوما و تحاول الخروج
من عالمك تبحث عن الحياة او تبحث عن الحب او تبحث عن السعادة .

لكل منا عالمه
الخاص الذى ينسجه من وحى خياله و يستطيع التعايش معه فى اصعب اللحظات و
لكن اقصى صدمة يواجها الانسان عندما يخرج منه ليدخل عالم اخر .

كنت لا افهم معنى هذا الكلام كلما قراته او سمعته من احد و لكنى الان افهم جيدا معناه .

فعندما حاولت ان اخرج من عالمى اصطدمت بواقع مرير وجدت عالم مزيف

عالم ملئ بالكذب و الخداع انها الدنيا الكبيرة التى نعيش بها .

من منا لا
يصدم فى قريب او حبيب او حتى صديق من منا لم يناله الغدر و الخيانة من
اشخاص احسن اليهم فى يوم من الايام من منا لا يصبح ضحية لكذب او خداع من
منا لم يمنح ثقته لاشخاص و لم يجنى من ذلك الا كل ندم .

من منا لم يقابل الاساءة اليه باحسان و فى المقابل لا يجد من يقدر ذلك .

من منا لم يغفر لاشخاص كثيرون زلاتهم و يتامل منهم ان يعاملوه مثلما عاملهم يوما و لا يجد غير الندم انه سامح و غفر يوما لهم .

حقا انها الحياة من حولنا عالم كبير ملئ بالصراعات و ملئ بالاحقاد .

انه الواقع
المرير الذى يستيقظ عليه كل من يظل فى سبات عميق يعيش فى عالمه الخاص ذلك
العالم الذى يدعو دائما للحياة الفاضلة الخالية من كل غدر و خيانة

و كذب ، الحياة المليئة بالحب و الامل و السعادة و الوفاء و الاخلاص وكل شئ فاضل يدعو للتفائل .

ما
احلى الرجوع الى ذلك العالم و ان تعيش داخل نفسك تنسج خيوط الحب و الوفاء و
الاخلاص على حياتك ولا تشعر بغربة عن ذاتك و ترى الدنيا بعيناك التى تجمل
كل من حولك .

تعايش دائما فى عالمك ولا تحاول الخروج منه لانك ستصطدم بواقع مرير و تتمنى لحظتها العودة اليه فحقا انه عالم الوفاء و الحب .



بقلم / اميرة كمون
لا تنسوا التقيم يا اميرات